المذهب الإسماعيليتاريخه وعقائده وأثره في العالم الإسلامي
2025-07-07 09:19:12
المذهب الإسماعيلي هو أحد الفروع الرئيسية للشيعة في الإسلام، ويتميز بفلسفته العميقة وتفسيره الباطني للقرآن الكريم. يعود تأسيس هذا المذهب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، الذي يعتبره الإسماعيليون الإمام السابع والأخير في سلسلة الأئمة المعصومين.
التاريخ والنشأة
ظهر المذهب الإسماعيلي في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) بعد الخلاف حول خلافة الإمام جعفر الصادق. بينما اعترف الشيعة الاثنا عشرية بموسى الكاظم إماماً بعد أبيه، اعتبر الإسماعيليون أن الإمامة يجب أن تنتقل إلى إسماعيل بن جعفر ثم إلى نسله.
لعبت الدولة الفاطمية، التي أسسها الإسماعيليون في شمال إفريقيا ثم مصر، دوراً محورياً في نشر هذا المذهب. كما ازدهرت الحركة الإسماعيلية في بلاد فارس واليمن وسوريا تحت قيادة الدعاة الأقوياء مثل حسان الصباح، مؤسس قلعة ألموت الشهيرة.
العقائد والمبادئ
يؤمن الإسماعيليون بالإمامة كأصل من أصول الدين، ويعتقدون أن الأئمة معصومون ويمتلكون معرفة باطنية (باطن الشريعة). كما يفسرون القرآن تفسيراً رمزياً، مع التركيز على الجوانب الروحية بدلاً من الحرفية.
من أهم مبادئهم:
– التأويل الباطني: لكل آية في القرآن معنى ظاهري وآخر باطني.
– دور الإمام: هو الوسيط بين الله والبشر، وله الحق في تحديث التفسير حسب الزمان.
– التركيز على العقل والمعرفة: يشجع المذهب الإسماعيلي على طلب العلم والفلسفة.
التأثير والانتشار
على الرغم من أن الإسماعيليين يشكلون أقلية داخل العالم الإسلامي اليوم، إلا أن لهم وجوداً قوياً في دول مثل الهند وباكستان وطاجيكستان وسوريا. كما أن لهم زعامة روحية ممثلة في الآغا خان، الذي يعتبر الإمام الحالي للسلالة النزارية الإسماعيلية.
للمذهب الإسماعيلي إسهامات كبيرة في الحضارة الإسلامية، خاصة في مجالات الفلسفة والطب والعلوم خلال العصر الفاطمي. كما أن لهم دوراً بارزاً في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات في العصر الحديث.
ختاماً، يظل المذهب الإسماعيلي مدرسة فكرية غنية تسعى إلى الجمع بين العقل والروح في فهم الإسلام، مما يجعلها واحدة من أكثر التيارات الدينية إثارة للاهتمام في التاريخ الإسلامي.